كان ولازال الفؤاد محملاً بما ينوء به ..
وكأني خلقت من الحزن والألم..
فشعوري أني غريبة في أقراني إلا من غرباء مثلي يؤنسون وحشتي ..
وتأنس بهم روحي..
رغم أن نعم الله علي لاتحصى ..فلقد أغدق علي من فضله ما أخشى أن يكون حسنات عجلت ..
و نعم ماشكرت..
فأسأله أن يكتب لي سعادة الآخرة ويمتعني بنعيمها كما متعني بنعم الدنيا وزيادة ..
ووالدي ومن إكتسبت منه علماً وأدباًً..ومن قرأ وأمّن.......
حططت رحالنا في دولة إسلامية كبيرة ..
كانت يوماً منارة هدي.. وقائدة فتح..وربان سفينة ..
لأمة عظيمة..
وقد بيقيت الأطلال تذكر بمجد تالد ..
وماض خالد..
أطلال ولا شئ غير الأطلال..ليس فيها من الدين إلارسماً..
ولامن المجد حتى إسماً..
فهاجت الغربة التي أشعر بها دوماً وماجت واستحكمت ..
حتى لم يعد جمال الطبيعة جمال .ولاروعة الجو روعة ..
فأحسست بحرارة في القلب ..
وكأنما ألقيت عليه جمرة غضى..
ومرارة بالحلق ..
فكأني شربت علقماًً.......
وجدتني أترنم بهذه الأبيات
..التي حاولت فيما بعد أ أكملها فلم أستطع..
وكأنما كانت زفرة برّدت بها حرق قلبي على عقيدة لم يبق منها الا آثاراً...
فهاكموها كما خرجت ..
تطلب النقد وتعديل الإعوجاج و جبرالكسر
بكيت وجرح القلب بالهم ينزف
........................... ....................... ودمعي لحال هالني بات يذرف
فلو سؤلت عيناي عن مائها الذي
................................................... يسيل لقالت كدت والله أنشف
ولو أمطرت عيني ما فاض منهما
........................... على الأرض كاد العشب فيها يصفصف
ولو بحت بالهم الدفين بخافقي
..................................... لهبت له ريح تهيج وتعصف
ولكنني أشكوه سراً وجهرة
........................................ لرب كريم بالخلائق يلطف
غزتني هموم في صباي فهل ترى
......................................... تفارقني في شيبتي وتكفكف
أما والذي لبى له الخلق طاعة
......................................وسارت له الركبان بالحب تهتف
لئن فقت أقراني بفضل وبنتهم
.................................... لقد فقتهم هماً به القلب يرعف
كأني على حال دهاك عقيدتي
........................................ بحنظلة في البيد قد بتُّ أنقف
تنادين هل من ناصر ومجاهر
.........................................بحبي فحبي في القيامة يُزلف
وعقبى هواي للمريد حميدة
...................................وعقبى هوى غيري هوان مرصّف
ولكن قومي في ضلال وفتنة
....................................تموج كموج البحر في الذل ترسف
وقد نكلت منهم سيوف مضيّة
.............................................وباتت نساهم للنخاسة تدلف
.